السبت، مايو 12، 2012

 عن القدس العربي

 

الخميس، مايو 10، 2012


السنة الاولى ثانوي اعدادي.          النص المسترسل.               الوحدة الخامسة .            المجال السكاني.





العنوان:        اشباح الشاطىء.                   محمد غرناط..







    امضى النهار و هو منتصب مثل شبح  ازرق على صخرة مسننة ناتئة، ينزل الماء المتطاير باردا فلا يكترث ، يشد بكفيه على قصبة طويلة ، و يراقب بانتباه رأسها الدقيق الذي ينحني كان شيئا يجذبه، ثم يعلو فجاة دون جدوى ، و يلتفت نحو صياد اخر لا يعرف اسمه ، و هو ايضا منتصب مثل شبح ازرق. و هو ايضا كلما علا راس قصبته فجاة ، التفت نحو جاره على بعد خطوات منه، فراه مستغرقا كما لو ان ما حوله لا يعنيه. كل صباح يلتقيان عند مدخل الشاطىء فلا يعبآن ببعضهما. يتبادلان نظرات خاطفة ، و يفسح احدهما الطريق للاخر، ثم يتجهان نحو ن الصخور العالية. ياخذ كل منهما مكانه ، يرفع قصبته و يولي وجهه نحو الماء. و حينما تمتد امواج البحر، و يغطي الصخور بخار ابيض تختفي  ملامح و جهيهما ، و يبدوان في ثيابهما الداكنة تماما مثل شبحين ازرقين. فينظر احدهما الى الاخرفي خوف  كان ماردا رهيبا يهدد حياته، و يمكث على حذر حتى يخف البخار او يغادر الى بيته.

منذ سنوات قالت له كلثوم : ان البحر غير عادته ، و ان بفي على حاله سيرحل لا محالة. كان رزقه وافر، السمك متعدد الالوان و الاحجام ، طري باذخ.يملاء الغرباوي سلته دون عناء ، و يهرع الىمك و البوطة الصغيرة الزرقاء سوق القرية على بعد  دقائق. يبيع جزاء منها ، و يحث الخطوة باتجاه بيته. يجد كلثوم في انتظاره ، تقفز عندما يطرق الباب فتفتح له،فينادي عليها بصوت عال ، و هي في وسط الدار ، كي تفتح كوة اخرى لينفذ الهواء و تخف الرائحة. اليوم يترحم عليها ، و يذكر انها حملت معها هموم البلاد و العباد ، و ربما ابنتها نسيت  كل شيء. تبدو غير آبهة ، تزور والدها مرة او مرتين كل شهر. تدخل عليه و تمكث واقفة ( لا يهمها السمك و البوطة الصغيرة الزرقاء ، تعتني بوجهها كثيرا ، الغرباوي لا يطيل النظر اليها.)

    لم ينتبه امس و هي تخبره دون ارتباك بان شابا يعمل بمدرسة الحي سيطلب يدها في اخر الشهر ، لبث جامدا كانه لم يسمع شيئا ن ثم رفع راسه فجاة و بدا مبهورا. تفرس  فيها طويلا قبل ان يسألها عما قالت، فاخبرته مرة اخرى ، و صمت لحظة ثم سالها عن الشاب. ردت بسرعة انه لا ياخذ راتبه  بعد ، و لم يجد لنفسه مسكنا ، و انهما ينويان الاقامة معه الى ان  يتسلم  راتبه و تبني له الوزارة مسكنا. لاحت على فمه ابتسامة ربما يستخف بها ، ظلت تنظر اليه ،  لم يتكلم. بعد برهة سحبت من حقيبتها ورقة مالية باهتة و طرحتها امامه ، ثم مالت بجسدها الخفيف لتخرج.

ارتفع ماء البحر ، و الغرباوي ما زال ممسكا قصبته باحكام ، ينظر بعيدا و الامواج العاتية تتلاطم بلا انقطاع. مرت من  فوق راسه طائرة ضخمة ، سمع هديرها الطويل فتوقف يحدق فيها، و لما اختفت احنى راسه فراى الصياد الاخر ، و هو ايضا سمع هدير الطائرة  فتوقف يحدق فيها. و لما اختفت مشى في خطى و حيدة نحو الغرباوي.

- هل نحن عدوان؟

- رد الغرباوي ضاحكا:

-ابدا، لم يحدث بيننا ما يجعلنا عدوين ، العدو هو من ياكل لحم بني آدم.

- و لماذا لا نكلم بعضنا؟

ثم قرب منه السلة ، فلاحت سمكتان صغيرتان لامعتان. ابتسم  الغرباوي ابتسامة كبيرة ، مط حاجبيه و دنا منهما بوجهه. اخذ الرجل احدى السمكتين و مدها للغرباوي قائلا:

- خذ هذه لتتعشى بها و لا تنسى ان تعيدها الي عندما يجود عليك البحر.



الحزام الكبير                    

دار الامان ط1 2003 ص/ص 31/38 بتصرف





صاحب النص:



محمد غرناط قصاص مغربي ، من مواليد مدينة بني ملال  سنة 1953 اشتغل بالتعليم بجميع اسلاكه و هو يدرس بكلية عين الشق بالبيضاء من مؤلفاته:" سفر في اودية ملغومة" ،" الصابة و الجراد"، " داء الذئب" ، " الحزام الكبير"

-1- ملاحظة النص و استكشافه:

ألعنوان       - تركيبيا: يتركب النص من مضاف و مضاف اليه.

               - معجميا: ينتمي الى المجال السكاني.

               - دلاليا:  يوحي العنوان بالقلق و الخوف و المعاناة.

االصورة:

بداية النص: يبتدىء النص بعبارة تدل على مجال النص"امضى النهار....

نهاية النص:  ينتهى النص بعبارة مسبوقة بنفي.

نوعية النص:

-2- قراءة  الفهم و التحليل:

1- ابرز علاقة الغرباوي بالصياد.

2- مم كانت تتخوف زوجة الغرباوي؟

3- ابرز علاقة البنت بابيها الغرباوي.

4- ابرز علاقة الغرباوي بزوجته من خلال العبارة:"اليوم يترحم عليها، و يذكر انها حملت معها هموم البلاد و العباد"

5- استخرج من النص العبارات الدالة على فقر الغرباوي:

-ا- الوحدات:

-1- بيان الكاتب برودة ا لعلاقة الغرباوي بالصياد.

-2- تخوف زوجة الغرباوي من شح البحر.

-3- تخوف زوجة الغرباوي من شح البحر.

-4- بيان علاقة الاب بابنته و رغبتها في الزواج.

-5- مبادرة الصياد بربط علاقته بالغرباوي.

بنية النص:

النهار
الزمان
الشاطىء
المكان
الصيادين انتظار ما يجود البحر عليهما
الحدث
انعدام التواصل بين الصيادين
العقدة
مبادرة الصياد بالحديث الى الغرباوي
الحل
الصياد/زوجته/بنته/الصياد
الشخصيات



-3- القراءة التركيبية:

بداية القصة: كيف كانت علاقة الصيادين؟
ما قبل التحول
المثير: من بادر بالتواصل مع الاخر؟
التحول
الحدث: لماذا اعطى الصياد ما اصطاده للغرباوي؟
الجزاء: ما هو رد  فعل الغرباوي؟ ماذا طلب منه الصياد الاخر؟
نهاية القصة:بم انتهت القصة؟
ما بعد التحول