الخميس، أبريل 05، 2012














حنا مينه: شيخ الروائيين السوريين تعمّد بالبحر



في مكتبه الضيّق، يستعيد صخب بحر بعيد، وطفولةٍ شاقة، ونساء غامضات، وذكريات لا تنضب. إنّه زوربا السوري يختتم رقصته الأخيرة. الروائي التسعيني الذي سئم الحياة، كتب وصيّته منذ سنتين، طالباً أن يدفن من دون مأتم، ومعتبراً الكتابة «طريقاً إلى التعاسة الكاملة»
خليل صويلح
يرفض حنا مينه كتابة مذكراته، فهي مبثوثة في رواياته، كما يقول. سنجد شذرات من سيرته الذاتية في روايته الأولى «المصابيح الزرق» (1959)، استكملها لاحقاً في «بقايا صور»، و«المستنقع»، و«القطاف». شيخ الروائيين السوريين اعتزل الحياة العامة منذ سنوات، لكنه لم يتوقف عن الكتابة. عدسة مكبّرة تضيء طريقه إلى الكلمات بعدما شحّ بصره.
في مكتبه الضيّق، محاطاً بصور غوركي، ودستويفسكي، وتشيخوف، وهمنغواي، وستالين، وسيجارة لا تفارق شفتيه، يستعيد صخب بحرٍ بعيد وطفولةٍ شاقة، ونساء غامضات، وذكريات لا تنضب. إنّه زوربا سوري يختتم رقصته الأخيرة. الروائي التسعيني (1924) سئم الحياة بمكابداتها وبهجتها، وقد كتب وصيته منذ سنتين بأن يُدفن بهدوء، من دون مأتم، متراجعاً عن أمنيته بأن تُكتب فوق شاهد قبره عبارة «المرأة، البحر، وظمأ لا يرتوي».
لا يتوانى صاحب «الشمس في يومٍ غائم» عن ارتياد مناطق مجهولة وشائكة في حياته القاسية بأقصى حالات الواقعية الخشنة. الأب البوهيمي هاجر في الثلاثينيات من القرن المنصرم من لواء إسكندرون إلى اللاذقية، متشرّداً في متاهة ضياع، يفتش عن ملاذٍ آمن من دون جدوى. وسوف يتشرّد الابن في ترحال مشابه، تحت وطأة ظروف مختلفة، إلى أن وصل إلى الصين منفيّاً. حامل الابتدائية كان يكتب الرسائل للجيران، والعرائض للحكومة، إلى أن افتتح دكاناً للحلاقة أمام ثكنة عسكرية في اللاذقية، وموزّعاً لجريدة «صوت الشعب» الشيوعية. سوف نستحضر سيرة البديري الحلّاق الذي كان يكتب «حوادث دمشق اليومية»، لكن كاتبنا كان حكواتياً بحريّاً
بامتياز.
«إن البحر كان دائماً مصدر إلهامي، حتى إن معظم أعمالي مبللة بمياه موجه الصاخب» يقول. هكذا انخرط صاحب «الياطر» في توثيق صخب الموج، ليدخل البحر إلى فضاء الرواية العربية، مضيئاً منطقة سرديّة بكراً. نص «الشراع والعاصفة» تاه طويلاً. ضاعت المخطوطة ثلاث مرات، ثم أرسلها من الصين إلى صديقه سعيد حورانية، فتاهت مرّة أخرى في البريد البحري بين شنغهاي وبيروت، لتصل بعد ثلاثة أشهر مبللة، «أُنقذت المخطوطة على يد كوّاء قام بتجفيفها على مهل، وطُبعت بعد عشر سنوات من التجوال».
في الخمسينيات، انضم حنا مينه إلى أسرة جريدة «الإنشاء» الدمشقية، محرراً تحت التمرين، مقابل مئة ليرة سورية في الشهر، فاضطر إلى أن يطلب سلفة عشر ليرات من صاحب الجريدة، وما إن حصل على المبلغ حتى توجه إلى مطعم قريب، للتعويض عن جوعٍ متراكم. بضع قصص قصيرة كتبها حينذاك أدخلته النادي الأدبي، فكان واحداً ممن أسّسوا «رابطة الكتّاب السوريين» (1951)، لكنه سوف ينسحب لاحقاً من عضوية «اتحاد الكتاب العرب» الذي تأسس على أنقاض الرابطة، إثر حادثة فصل أدونيس من الاتحاد، ويُصدر بياناً مضاداً لقرار الاتحاد بمشاركة سعد الله ونوس.
الشهرة التي وضعته في مكانةٍ مرموقة، لم تقده يوماً إلى تجاهل تفاصيل حياته المرّة. على العكس تماماً، فقد كانت وقوداً لرواياته، ما انفك يستحضرها مثل تعويذة تحمي روحه من التلف. ويعترف هذا الروائي الرائد بأنّ الكتابة مهما كانت عميقة ومؤثرة، لا توازي تجارب الحياة التي خبرها بكل قسوتها. ذلك أنّ الواقع، كما يقول، «يحفر نقوشه على جلود البشر بأداة محمّاة، تكوي، وتترك آثاراً وندوباً لا تزول».
لعل هذا ما يفسّر انغماسه في نبش آلامه القديمة دوماً، أيام التشرّد والعوز والمطاردة، ليكتب بعنفوان «أفدح سيرة ذاتية عرفتها الرواية العربية، وأحفلها بالصدق الجارح والثراء الفكري»، حسب ما يقوله صلاح فضل. في «المستنقع»، الرواية التي سرد خلالها ملامح من طفولته في لواء إسكندرون، صورة مشابهة لبؤساء فيكتور هوغو. متحف بشري للألم والشقاء والفقر. لعل هذه الحقبة من حياته هي التي ألهمته أن يجيب أحد أساتذة الفلسفة حين سأله «دكتور حنا، ما اسم الجامعة التي تخرّجت منها؟» متهكّماً «جامعة الفقر الأسود».
في أوائل الثمانينيات، أطلق صيحته الشهيرة «ستكون الرواية العربية ديوان العرب في القرن الحادي والعشرين». بدت هذه النبوءة حينذاك مجرد صيحة في واد. التقط النقّاد الفكرة، وانتشرت مقولة «زمن الرواية» على نطاقٍ واسع، وإذا بجيل جديد يبزغ في المشهد الروائي العربي. بعض هؤلاء عاجل إلى «قتل الأب»، لكن روايات حنا مينه ظلّت في مقدمة أكثر الكتب مبيعاً، وإن لم تضاه أعماله الأخيرة، منجزه الأول.
في رصيده اليوم نحو أربعين رواية، قد تتفاوت قيمتها التخييلية، وأهميتها السردية، لكن يكفيه أنه وضع الحجر الأساس لهذه العمارة الشاهقة. شخصيات مثل «زكريا المرسنلي» في «الياطر»، و«الطروسي» في «الشراع والعاصفة»، و«مفيد الوحش» في «نهاية رجل شجاع»... نماذج حيّة عن اشتباك التخييل الروائي بالتجربة الحياتية. ليس النموذج ما يبتغيه حنا مينه في رواياته، فهو يؤكد على الصدق أولاً. لعل هذا ما وضع رواياته في مقام الأدب الشعبي، وإلا ما تفسير ذلك الطابور الطويل من القراء الشباب في معرض دمشق الدولي للكتاب، كل عام، في انتظار أن يوقّع حنا مينه نسخهم الشخصية من رواياته؟ يعلّق صاحب «الثلج يأتي من النافذة» قائلاً: «لطالما حرصت في كتابة الرواية على عنصرين أساسيين هما: الإيقاع والتشويق من جهة، وتوفير المتعة والمعرفة من جهةٍ ثانية. هذا هو السر ببساطة»، ويتابع «على الروائي أن يختبر بيئته جيداً، فالرواية لم تعد مجرد تسلية ووجبة من المواعظ الأخلاقية».
هكذا يختزل المسافة بين الرواية والسيرة الذاتية، معوّلاً على مفارقات الحياة وحماقاتها وطيشها، إذ يرى ضرورة إماطة اللثــام عمّا هو مسكوت عنه، على هدى ما كتبه الأسلاف منذ قرون. ويلفت إلى جرأة محمد شكري في «الخبز الحافي» بوصفها نموذجاً غنيّـــاً في كتابة السيرة. عدا ذلك «لا تكون المدوّنات الشخصية معبّــرة عن الحقائق» يقول. التسعيني النزق والمغامر والشجاع، يبدو زاهداً وضجــراً اليوم، غير عابئ بالأوسمة والجوائز التي حصدها خلال مسيرته الطويلة، فمهنة الكتابة كما يصفها «مهنة شاقة وطريق إلى التعاسة
الكاملة».
5تواريخ
1924
الولادة في اللاذقية، سوريا
1959
صدور روايته الأولى «المصابيح الزرق»
1992
جائزة سلطان العويس للرواية (الدورة الأولى)
2010
جائزة محمد زفزاف للرواية ـــ مهرجان أصيلة (المغرب)
2012
نقل روايته «المصابيح الزرق» إلى التلفزيون، مع المخرج فهد ميري، و«الشراع والعاصفة» إلى السينما بتوقيع المخرج غسان شميط


الاسمُ الموصولُ:






هوَ اسمٌ معرفةٌ يدلُّ على معينٍ بجملةٍ تُذكَرُ بعدَه تُسمَّى صلةُ الموصولِ تشتملُ على عائدٍ على الاسمِ الموصولِ،ويكونُ العائدُ ضميراً،كقولِ الفرزدقِ:إنَّ الّذي(سمكَ) السَّماءَ بنى لنا بيتـاً دعائمُهُ أعزُّ وأطولُ
وتذكرُ جملةُ صلةِ الموصولِ بعدَ الاسمِ الموصولِ مباشرةً، وتُكملُ معنى الجملةِ، وهيَ من الجملِ الَّتي لا محلَّ لها من الإعرابِ.ففي المثالِ السَّابقِ، إنَّ:حرفٌ مُشبَّهٌ بالفعلِ، الّذي:اسمٌ موصولٌ مبنيٌّ على السُّكونِ في محلِّ نصبٍ اسمُها، سمكَ: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتحِ الظَّاهرِ، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ جوازاً تقديرُهُ هو،وجملةُ سمكَ صلةُ الموصولِ لا محلَّ لها من الإعرابِ، السماءَ: مفعولٌ بِه منصوبٌ وعلامةُ نصبِهِ الفتحةُ الظَّاهرةُ, بنى: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتحِ المُقدَّرِ، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ جوازاً تقديرُهُ هو، وجملةُ بنى في محلِّ رفعٍ خبرٌ إنَّ، لنا: الّلام حرفُ جرٍّ ونا ضميرٌ متَّصلٌ مبنيٌّ على السُّكونِ في محلِّ جرٍّ بحرفِ الجرِّ متعلّقانِ بالفعلِ بنى،بيتاً:مفعولٌ به منصوبٌ وعلامةُ نصبِهِِ الفتحةُ الظَّاهرةُ على آخرِه، دعائمُهُ:مبتدأٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهرةُ،والهاءُ ضميرٌ متَّصلٌ مبنيٌّ على الضَّمِّ في محلِّ جرٍّ بالإضافةِ،أعزُّ: خبرٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعِهِ الضَّمَّةُ الظّاهرةُ، والجملةُ ( دعائمُه أعزُّ) في محلِّ نصبٍ صفةٌ، وأطولُ: الواوُ حرفُ عطفٍ، أطولُ: اسمٌ معطوفٌ على أعزّ مرفوعٌ مثلُه وعلامةُ رفعهِِ الضّمّة الظّاَهرةُ.الأسماءُ الموصولةُ هي: الّذي:للدَّلالةِ على الُمفردِ المذكَّرِ: أحترمُ المعلمَ الّذي يعلمُّني، أحترمُ: فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعِهِ الضَّمّةُ الظّاهرةُ والنُّونُ للوقايةِ والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديرُه أنا،والياءُ ضميرٌ متَّصلٌ مبنيٌّ على السّكونِ في محلِّ نصبٍ مفعولٌ به.المعلمَ: مفعولٌ به منصوبٌ وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظَّاهرةُ. الّذي:اسمٌ موصولٌ مبنيٌّ على السُّكونِ في محلِّ نصبٍ صفةٌ، يعلّمُّني:فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعِه الضَّمَّةُ الظَُّاهرةُ، والفاعلُ ضميرٌ مستترٌ جوازاً تقديرُه هو، والنُّونُ للوقايةِ،والياءُ ضميرٌ متّصلٌ مبنيٌّ على السُّكونِ في محلِّ نصبٍ مفعولٌ به.الّتي:للدَّلالةِ على المُفردةِ المؤنَّثةِ:أحبُّ الأمَّ الّتي تضحّي من أجلِ أولادِها.اللّذان:للدَّلالةِ على مثنَّى المذكَّرِ،أثنيْتُ على اللّذيْن تفوّقا.اللّتان أو اللّتين: للدّلالةِ على مُثنَّى المؤنّثِ،كرّمَتِ المدرسةُ الطالبتين اللَّتين تفوقتا.الّذين:للدَّلالةِ على جماعةِ الذُّكورِ،ذهبَ الّذين أحبُّهم.اللّواتي أو الّلائي:للدّلالةِ على جماعةِ الإناثِ، أحترمُ اللّواتي يضحينَ لتربيةِ أبنائِهنَّ.مَنْ:للدَّلالةِ على العاقلِ،( مَنْ ذا الّذي يُقرِضُ اللهَ قرضاً حسناً).ما:للدَّلالةِ على غيرِ العاقلِ،أحبُّ ما تنصحُني به.أيُّ:للدّلالةِ على كلِّ المعاني السَّابقة بحسبِ ما تضافُ إليهِ( ثم لننزعَنَّ من كلّ شيعةٍ أيّهُم أشدُّ على الرَّحمنَ عِتيَّا) تدلُّ على العاقلِ

الأربعاء، أبريل 04، 2012

الثلاثاء، 3 أبريل، 2012

17:06  إدريس
رسمت دراسة حول «المعرفة العربي:إعداد الأجيال الناشئة لمجتمع المعرفة لسنة 2011» الذي اعتمد على بحث ميداني حول جاهزية الناشئة لولوج مجتمع المعرفة استهدف التلاميذ والمدرسين، صورة «قاتمة» عن التعليم بالمغرب نظرا إلى النتائج السلبية التي لم تصل كلها إلى المتوسط، الدراسة الميدانية التي تهدف إلى استكشاف المهارات التي يمتلكها التلاميذ والقيم التي يتحلون بها والبيئات التمكينية تناولت أربعة محاور هي: مهارة البحث عن المعلومات ومعالجتها ومهارة التواصل الكتابي، ومهارة حل المشكلات ومهارة الاستخدام الهادف والفعال للتكنولوجيا الحديثة.
وكشفت الدراسة التي صدرت مؤخرا، عن ضعف مستوى التلاميذ المغاربة في امتلاك المهارات المعرفية مجمعة، ولم يبلغ الدرجة المتوسطة أي 50 في المائة، حيث حصل على نسبة 36.33 في المائة، مشيرة أن نسبة 8.2 في المائة فقط من التلاميذ المغاربة في نهاية المرحلة الثانوية يتوفرون على المهارات المعرفية الضرورية لمواصلة التعلم، واعتبرت الدراسة، أن ذلك يعد «نقصا» من شأنه أن يهدد «الأمن المعرفي» للمغرب ويحول دون مشاركة الشباب في الانخراط في مجتمع المعرفة والمشاركة فيه بفعالية.
وبخصوص مهارات البحث عن المعلومات ومعالجتها، أوردت الدراسة عجز الأغلبية الساحقة من التلاميذ المختبرين (725 من الذكور و849 من الإناث) عن بلوغ الدرجة الوسطى في التنقيط، أي معدل (12.5) من (25)، حيث حصلوا على نقطة (10.53)فقط، وتعني مهارة معالجة التلاميذ للمعلومات قدرتهم على البحث عن معلومات محددة وفهم معانيها وإيجاد علاقات بينها ووضعها في سياقاتها واستثمارها بغرض توفير استجابات معينة.
من جهة أخرى، أبرزت الدراسة التي أصدرها برنامج الأمم المتحد ة الإنمائي بتنسيق مع مؤسسة خليجية، أن التلاميذ المغاربة يعانون ضعفا كبيرا في القدرات الكتابية حيث حصلوا على نقطة (5.29) من (25) ، وأكدت الدراسة، أن هذه النتائج تثير الاستغراب لسببين، الأول، يرتبط بالسهولة النسبية للنشاط المطلوب الذي لم يكن نصا أدبيا بلاغيا أو مقالا
تحليليا، بل مجرد تعبير في جمل محدودة ومتفرقة عن موضوع «البيئة»، والسبب الثاني –تضيف الدراسة- يعود إلى أهمية هذه المهارة في اكتساب المعرفة وإنتاجها وتبليغها.
ولم يختلف وضع مهارة حل المشكلات عن سابقتها، إذ كشفت النتائج التي أوردتها الدراسة، تدني قدرة التلاميذ المشاركين على التعامل مع الوضعيات التي تنطوي على مشكل مستمد من الحياة اليومية، إذ لم يتجاوز معدل التلاميذ (8.09) من (25)، مما يفيد –حسب الدراسة- وجود صعوبات لدى التلاميذ في فهم أبعاد مشكلة ما، وإجراء عمليات
حسابية بسيطة والتفكير المنطقي في الحلول الممكنة. كما لم يتجاوز التلاميذ المغاربة نقطة (12.41) من (25) في المقاييس الوصفية الخاصة باستخدام التكنولوجيا الحديثة أو «التقانة» رغم أن الانتشار الكبير للتكنولوجيا ودورها المتزايد في نشر المعرفة

إدريس الناصري

الثلاثاء، أبريل 03، 2012











 

اهل الكهف.                                 توفيق الحكيم.



القراءة الاستكشافية :


    1) تأطير النص :

  1/1) عتبة العنوان :
عنوان المسرحية " أهل الكهف " له حمولة دينية بحيث يربط القارئ أو المشاهد بأجواء قصة " أهل الكهف " كما وردت في القرآن الكريم ، وقبله في تراث المسيحية واليهودية .
1/2- عتبة الغلاف :
  يتصدر غلاف الكتاب على اليمين صورة مكبرة لرأس امرأة  أنيقة ذات عينين واسعتين زرقاوين يعلوهما حاجبان مسطران كهلالين رقيقين متوازيين، وأنف رقيق مستقيم ، وشفتان حمراوتان ، وجيد طويل ، ويظهر على كتفها الجزء العلوي من فستان أبيض اللون. وتشكل هذه الصورة البؤرة الأساسية في الغلاف ، وهي تجسيد لصورة الأميرة " بريسكا ".
  وخلف الصورة في الأعلى ثلاثة أشخاص أحدهما لا يظهر منه إلا رأسه في أقصى الصورة ، وبجانبه رأس رجل آخر يرتدي خودة، وأمامهما يقف رجل ثالث يرتدي لباسا طويلا وينظر في إتجاه جانبي ، وقد وردت صورة هؤلاء جميعا بلون بني مختلط بالسواد .
  وفي الجانب الأيسر من الصورة يبدو شخصان بلون أخضر ممزوج بالسواد ، حيث يظهران بشعر كثيف في الرأس واللحية ، وأحدهما رافع رافع يديه الى السماء ، ويمثلان شخصين من شخصيات أهل الكهف .
  ورفقة الصورة ورد عنوان المسرحية " أهل الكهف " بخط بارز يغطي الجزء الأعلى من الغلاف ، وتحته كتب على الجانب الأيسر إسم المؤلف " توفيق الحكيم " باللون الأسود.
       1/3 – الفرضيات :
- مسرحية " أهل الكهف " مشهد من مشاهد الصراع بين الإنسان وقوى خفية .
-  مسرحية " أهل الكهف " توثيق لمرحلة تاريخية .
       1/4 – توثيق النص :
 " أهل الكهف " من أشهر المسرحيات التي ألفها توفيق الحكيم ، وأما موضوعها فلم يخترعه وإنما استكشفه من قصة أهل الكهف الواردة في القرآن الكريم .
  وقصد توفيق الحكيم بتأليفه مسرحية " أهل الكهف " إدخال عنصر التراجيديا في موضوع عربي إسلامي .
       1/5- صاحب النص :
     توفيق الحكيم من مواليد الاسكندرية سنة 1898 م ، اتجه في حياته الدراسية الجامعية أولا الى القانون ، وعند سفره إلى باريس لإكمال دراسته القانونية أمضى نحو أربع سنوات عكف فيها على قراءة القصص وروائع الأدب المسرحي ، واجتذبه الأدب ، ووجد في نفسه قابلية كبيرة للإنتاج والتأليف وبالأخص في ميدان المسرح ...
        1/6- النص مسرحية لتوفيق الحكيم ذو بعد تراجيدي بحكم تصويره الصراع بين الإنسان وقوى خفية .
  والنص المسرحي لا يستمد قيمته الأدبية الفنية من القراءة بل من تجسيد الشخصيات ، ولعب الأدوار .

* القراءة التوجيهية :

      1 -  الحــــــــدث:
مسرحية أهل الكهف صورة للصراع بين الإنسان وقوى خفية.
     2- المضامين الرئيسية :
  - هروب أهل الكهف من الطاغية " ديقيانوس" الذي أقام مذبحة للمسيحيين واكتشافهم الحقيقة بعد خروج" يمليخا" لإحضار الطعام .
    - إحضار أهل الكهف الى القصر  وإصرار" مشلينا" و"مرنوش" على الارتباط بالحياة الجديدة ،عكس" يمليخا" الذي فضل العودة الى الكهف.
    -" مرنوش" و"شلينا "يعودا الى الكهف على التوالي بعد أن تأكدا أن الحياة الجديدة لا تربطهما بها صلة .
    - عودة الفتية الثلاث الى الكهف واستسلامهم الى الموت ، والتحاق" بريسكا" بهم ، ثم إقامة شعائر دينية لتوديعهم.

* القراءة التحليلية :

  1) بنية النص المسرحي:
        1 /1) الزمان :
  ينقسم زمن المسرحية الى قسمين  :الزمن  الأول ما قبل الحدث بثلاث مائة سنة ( عصر "ديقيانوس " الملك الوثني الذي أقام مذبحة للمسيحيين ، الزمن الثاني زمن الحدث مابعد عصر" ديقيانوس" .
       1/ 2) المكان :
  الأمكنة تنقسم الى ثلاثة أقسام نوردها بالترتيب حسب أهميتها :
أ- كهف الرقيم ، ب- القصر ،ج- المدينة...
      1/ 3) الشخصيات :
الوزيران : مشلينا ومرنوش ، الراعي : يمليخا وكلبه قمطير ، الاميرة بريسكا ، الملك الوثني ، الملك المسيحي ، الفارس ، جماعة الناس ، مؤدب الأميرة : غالياس .
     2) العلاقات الثنائية في النص المسرحي:
       2/ 1) الموت والبعث :
   تقوم مسرحية أهل الكهف على فكرة البعث ، البعث كما تجسد في استيقاظ الفتية من نومهم أو وفاتهم ، وفكرة البعث هذه التي استلهمها الحكيم من التراث الإنساني عامة  ، والعربي الإسلامي خاصة .
     2/ 2) الواقع والوهم :
  إن الصراع في مسرحية توفيق الحكيم لم يقم على الصراع بين الموت والبعث بل هي حرب أخرى بين الوهم والحقيقة من جهة ، ومن جهة أخرى بين الانسان والزمن ، هذا الصراع الذي انتصر فيه الزمن والحقيقة على الوهم .

       3) الجانب التراجيدي في المسرحية :
-  بعث أهل الكهف وموتهم .
- ارتباط "مرنوش" بابنه وزوجته .
- ارتباط "مشلينا" بحبيبته الأميرة بريسكا .
- ارتباط" يمليخا" بغنمه وكلبه.
- التحاق" بريسكا" بنت الملك المسيحي ب"مشلينا" لتموت إلى جانبه في الكهف.
- إقامة شعائر دينية لتوديع أهل الكهف .

*القراءة التركيبية :
ملخص الفصل الأول
  تبدأ مسرحية الحكيم في كهف " الرقيم " حيث الظلام  لا يتبين فيه الإنسان غير أطياف ثلاث : وزيران من وزراء الطاغية  " ديقيانوس " الذي أقام مدبحة هائلة للمسيحيين في عصره ، والوزيران من المؤمنين بالمسيحية الهاربان من وجه الطاغية . وقد اختار لهما الحكيم اسمين هما:" مشلينا" و"مرنوش"  أما الشخصية الثالثة  فهي: الراعي" يمليخا  "وكلبه قمطير ، وكان ثالثهم من أبناء معركة المسيحية الأولى . واستغرق وجودهم في الكهف ثلاث مائة عام ، ثم استيقظوا بمعجزة خارقة ، وشعرهم وأظافرهم طويلان بفعل تأثير الزمن دون أن يمس أعمارهم وأحاسيسهم وانفعالاتهم .
  وتأخذ المسرحية في الحركة خارج الكهف إذ دهب يمليخا  لهما وله طعاما من المدينة ، وفي طريقه إلتقى بفارس فأبرز له يمليخا ما معه من نقود عارضا عليه شراء بعض صيده ، وعندما أخذها الصياد تعجب من كونها تعود الى عصر قديم ، عصر ديقيانوس، وظن أن الراعي الغريب المنظر قد عثر على كنز . تركه الفارس مستغربا . وعاد يمليخا الى صاحبيه ليقص عليهما ما وقع له .
  لكن بمجرد عودته سمع أناسا يسيرون في أعقابه إذ أثار منظره ونقوده فضول الفارس والسكان . وهنا تحدث حركة مادية نفسية يختتم بها الفصل اختتاما مؤثرا من الناحية الدرامية ، إذ لا تمضي لحظة حتى يشع داخل الكهف ضوء ، ثم يشتد اللغط ، ويدخل الناس هاجمين على الكهف وفي أيديهم المشاعل ، ولكن لايكاد أول الداخلين يتبين في ضوء المشاعل منظر الثلاثة حتى يمتلئ رعبا ، ويتقهقر ، وخلفه بقية الناس في هلع ، وهم يصيحون صيحة مكتومة : أشباح ؟ موتى ؟.
 فأهل الكهف يجهلون أنهم مكثوا في الكهف سنوات طوالا نائمين في مغارتهم ، واكتشافهم الحقيقة .
ملخص الفصل الثاني
         تجري وقائع هذا الفصل في قصر الملك المسيحي ، حيث يظهر " غالياس " مؤدب الأميرة "بريسكا " ليخبرها أن كنزا من عهد " ديقيانوس " قد وجد مدفونا في كهف بوادي " الرقيم " . وطلبت منه الأميرة أن يذكرها بقصة جدتها القديسة بريسكا التي عاشت في نفس الفترة منذ ثلاثة قرون، وتحمل نفس إسمها ، وكانت تخفي دينها المسيحي عن أبيها الملك الوثني . كما أخبر "غالياس" الملك بنبإ المخلوقات المفزعة الهيئة التي تعيش في كهف وشعرهم  وأظافرهم طويلان ، وملابسهم غريبة ، وذكره أنهم الشهداء الذين هربوا بدينهم من "ديقيانوس" ، وقد تنبأت الكتب القديمة بظهورهم من جديد .
    وبعد لحظة جاء رهط من الناس بأصحاب الكهف الى القصر ، وفور دخولهم ، صاح "مشلينا" : " لم يتغير شيء يا يمليخا ، ها هو ذا بهو الأعمدة كما تركناه أمس ".
  فكل منهم يربطه بالحياة الجديدة شأن خاص ، فهذا "مرنوش " يبحث عن زوجته وابنه ، وهدية يحرص على تقديمها لابنه كما وعده . وهذا " مشلينا " تربطه علاقة حب بخطيبته " بريسكا " ابنة " ديقيانوس" . وهذا "يمليخا" تربطه بالحياة غنم ترعى الكلأ في مكان لا يعرفه إلا هو ، وكلب يحرس غنمه .
  وبعد ذهاب" يمليخا" الى المدينة  ليستطلع الأمر ، ويتفقد غنمه ، سرعان ما يعود الى القصر ليخبر صاحبيه أن كل شيء قد تغير ، وأن هذا العصر غير عصرهم .
  ويفضل العودة وحيدا الى الكهف من جديد لأن هذا العالم ليس عالمهم ، وأنهم أشباح موتى لا أصل لهم في الحياة ، والكهف هو ما يملكون من مقر في هذا الوجود . ويرفض" مرنوش" ومشلينا حتى هذه اللحظة من الأحداث أن يعودا الى الكعف ." فمشلينا" مصر على مقابلة "بريسكا" ، و"مرنوش" مصر على الذهاب الى ابنه وزوجته ، فهما حسب تعبير" يمليخا" أعميان  لا يبصران ، أعماهما الحب .
ملخص الفصل الثالث
  بعد قضاء ليلة في القصر ، بقي " مشلينا " يتشبت ببهو الأعمدة ينتظر عشيقته " بريسكا" ابنة " ديقيانوس" ، وهو يعتقد أن الملك المسيحي الذي وجده في القصر قد قتل " ديقيانوس" وجلس على العرش مكانه ، ونصب نفسه قيما على "بريسكا".
 أما "مرنوش" فسرعان ما عاد قافلا الى القصر ليخبر "مشلينا " بالحقيقة المروعة التي اكتشفها ، وهي أن زوجته وولده قد ماتا منذ ثلاث مائة عام ، فقد توفي ولده شيخا هرما في سن الستين ، مات قبل أن يفرح بهديته التي كان يحملها إليه، واقتنع في آخر المطاف أن لاشيء أصبح يربطه بهذه العالم ، فهذا العلم المخيف ، وهذه الحياة المرعبة  لا مكانة له فيهما ، ويعود الى الكهف ليلتحق "بيمليخا".
  أما مشلينا فقد أصر على البقاء في القصر حتى يقابل عشيقته " بريسكا"، رغم اطلاعه على الحقيقة وهي أن " بريسكا" التي كان يعرفها قد ماتت منذ ثلاث مائة سنة ، وأن التي يظنها "بريسكا " ليست إلا شبيهة بها ، فقد بقي متمسكا بموقفه ، وتعلق بهذا الوهم بعض الوقت ، ولم يسارع الى العودة الى الكهف كما فعل صاحباه ، وحاول بكل قوة أن يستميل إليه "بريسكا" ابنة الملك المسيحي، يذكرها بأشياء لاتعرفها ، وبوعود لم تسمع بها . ويسترسل في مغازلة" بريسكا" الجديدة يحسبها حبيبته القديمة . ثم يتبين له أنها حفيدة حبيبته ، ويتحول من الوهم والخيال الى الحقيقة . ويدرك هو الآخر أن قلبه لم يعد هنا ، وأنه لا يصلح للحياة في هذا العصر ، فقد فات زمانه ، وتبدد الوهم وخضع للأمر الواقع ، وقرر إيثار الموت على الحياة كما فعل صاحباه ، فعاد هو الآخر الى الكهف .
ملخص الفصل الرابع
  ترتبط أحداث الفصل الرابع بأحداث الفصل الأول ، تبدأ بلحظة استيقاظ الفتية وهم يشعرون بالتعب والاختناق ، ويتذكرون الأحداث التي جرت لهم ، ويتساءلون : أهم يعيشون في الحقيقة أم في الحلم ظ... وستحضرون كل الأحداث التي مرت بهم منذ منذ خروجهم من الكهف الى عودتهم اليه ، وقد اختلط عليهم الأمر ، إلا أنهم يستسلمون للواقع . ويقتنع" يمليخا "أنه لا يستطيع استئناف الحياة في هذا الواقع الجديد ، فيستسلم للموت . ويتبعه في ذلك "مرنوش" الذي كفر بكل شيء حتى بالبعث ، فمات هو الآخر .
  أما مشلينا فظل مترددا في أمره بسبب حبه " بريسكا الشبيهة بحبيبته ، وبهذا ارتبط بالحياة من جديد . وتحبه كذلك " بريسكا " بنت الملك المسيحي . وتأتي إليه في الكهف بعد أن تكون قد تيقنت من موته ، ولم تشأ المجيء إليه وهو على قيد الحياة لأنها مقتنعة باستحالة هذا الحب ، ومحال أن يجمعهما في هذا العالم ، وأصرت أن تأتي الى الكهف لتموت بجانبه .
   ويمت "مشلينا " مؤمنا لأن قلبه يحب . وتنتهي المأساة بقيام الرهبان صحبة الملك بشعائر دينية لتوديع أصحاب الكهف . وبذلك يغلق الكهف بعد أن التحقت بهم بريسكا بعد شهر من الزمن